أنا و الحزن
و جلسنا نتحاور أنا و هو وحدنا علي تلك الربوة العالية التي تشرف علي منظر غاية في الجمال الذي يدعو للتفائل و الأمل ،بينما يحاول هو أن يشوه هذا المشهد الجميل بكلماته المتشائمة التي يفوح منها رائحة اليأس، كان يحاول أن يهبط من عزمي ومقدرتي علي مواجة المشاكل التي أمر بها ، طالما اوحي لي ان هذا الحب ما هو إلا وهم كبير اعيشه وسراب سأظل اجري ورأه بلا أدني امل في أن امسكه وسأموت دون أن يرتوي منه قلبي.
كنت أحاول مستميتاً ان اشرح له وجهة نظري و أملي في حياة مختلفة فهذا الأمل ليس ذنب إقترفته و تعاقبني عليه الدنيا، أنا أريد أن أكون مختلف أن أعمل فيما أريد، أن أحب من يتلهف لها قلبي، أن أغير مفهوم الحياة عند الناس، لا أن أعيش لأن الدنيا تمضي و لا أن أتزوج لأن الناس يتزوجون و لا أن أعمل فيما ترميني فيه يد الأقدار، أن أحلم و أحلم لكن بعقل و سعي دءوب علي تحقيق هذا الحلم.
جادلني مراراً و مراراً و كم تقابلنا و كلما حاولت أن أنساه وجدته أمامي و اليأس يفوح منه يقنعني بأن البؤس هو الأصل في هذه الدنيا وأن لا أمل للنجاه من براثن الحياة، وأنا أحاول بإستماته أن أدافع عن نفسي حتي لا أشمت هذا الوغد في و قليل ما أنجح في أن أدفع أفكاره عن كاهل عقلي و أن أجعله يرحل عني يجر أزيال الخيبه، و أخرج له لساني قائلاً"لن تنال مني أبداً" ، و كثيراً ما تركت كلماته في نفسي مرارة اليأس و مررت بأيام سوداء من الضياع والتشتت و الألم ابحث عن مخرج اجد فيه نفسي من جديد، بعد ان تكاتف عليها أثقال الدنيا و كلمات هذا الوغد و أثارها.
كنا كصديقين لدودين شعرت بأنه لن يفارقني أبداً، أصبح سمة من سمات حياتي لكنه للأسف سمة سيئة، انه نقطه سوداء في سجل حياتي.
ولكني تمكنت في الأيام أن اتغلب كثيراً علي أثار كلماته المدمر و أن أتعافي منها في لا وقت تقريباً، نعم لقد بدأت أخذ مناعه ضد هذا المرض الرهيب، و كان درعي في هذا هو الأمل و الإيمان الدائمين، حب الناس و التفافهم حولي، و حبيبتي التي ظهرت لتشفي بسماتها و رقتها جروح قلبي وتمحو أثار هذا الوغد من دنياي و جعلتني أقوي و أقوي أمامه.
و اليوم عزمت علي أن يكون اخر لقاء بيننا ،وعزمت علي أن أفحمه قبل أن أفارقه إلي الأبد، نعم كفاه تسميماً لافكاري و تقويضاً لعزيمتي، فأنا أقوي منه أقوي من كل كلماته بهذا الأمل النابع من اعماق نفسي، بهذا الإيمان الراسخ بالله ، إيمان وأمل بأن الغد أفضل بإذن الله.
هل تسمعني أيه الأحمق ستغادرني اليوم بلا رجعه، هذالأني ولدت من جديد، ولدت مع نور الصبح و مع أبتسامة حبيبتي التي جاءت تبدد ظلام حياتي و ظلام كلماتك، سأعيش سعيداً راضياً رغم أنفك، و سأحكي للدنيا كلها عن جمال الأمل و روعة الإيمان و ....
أصمت أيها الأحمق و لا تتكلم فأنا من له الكلمة اليوم و للأبد،و دفعته من فوق الربوة العالية ربوة الأمل الجديد ، ربوة الإيمان الصادق، عهد علي أيها الأحمق سأطاردك في نفوس كل البشر و امنحهم ترياق النجاة من براثنك كما فعلت أنا اليوم.
و ذهب حزني إلي الأبد أيها السادة نعم هذا الصديق اللدود هو الحزن و قد القيت به أمامكم إلي هوة سحيقه و لن يعد بعدها أبداً، و هكذا يجب أن يفعل كل منكم ليعيش سعيداً ، وهنالك وقفت أنظر إلي المنظر الخلاب من فوق ربوة الأمل ، هذه هي حياتي الجديده و معي حبيبتي نحتضن الدنيا كلها ولا ألف ألف حزن يمكن أن يوقفنا عن الحياة.