حصاد الهشيم
أعرف ان كثير من من سيقرأوا هذه الكلمات قد لا يفهموا معني العنوان، لكني ما اشعر به الأن هو معني هذا العنوان عندما تحاول ان تري ما حصدته فتجد ان زرعك تحول إلي هشيم ، لا شئ اطارته الرياح فتصبح و كأنك حصدت لا شئ.
كم هو قاسي هذا المعني كم هو مؤلم لكنها الحقيق التي اشعر بها الان بعد ما حدث في إمتحان اليوم و ما هو الا استكمال لمسلسل الضياع الفكري هكذا اسميه اعتقد ان هذا نتاج عدة سنوات ليس الأن فقط ، لقد فقدت السيطره علي نفسي في مرحلة بداية دخولي الجامع علي ما اعتقد و لم اعد قادر علي كبح جماحها فاخذت اتطيح بي يمينا و يسارا تواضعت احلامي و خارت قواي فسقطت.
لم اكن يوماً ممن يصارعون من اجل البقاء في الدراسه أو الحياة لكن فجأة اصبحت واحد منهم و رضيت بهذه الفكرة و كانها مسلم بها وكان هذه طبيعتي و هي ليست في طبعي من شئ، الأفظع هو الرضا بهذا الشعور و التسليم به و النسياق ورائه فهذا هو مايجعلك تنزل إلي الأسفل اكثر واكثر، والأن انا احاول ان اعيد نفسي إلي سابق عهدها بالإنتصارات و الجهد و التفوق لكن لازلت بعيد عن الهدف.
لماذا خرجت نفسي عن السيطره فاعتقد ان هذا بسبب فكره واحده وهي هذا الذي كتبت عنه كثيراً و هو الحب، نعم تحليلي لخمس سنوات من الدراسه في كلية الهندسة قالت لي ان انهياري الدراسي كان بسبب هذه الفكرة بنسبة 90% .
انسقت ورائها و اخذت ابحث عنه عذبت نفسي باعجاب من طرف واحد دون خطوة زائده فقدت تركيزي و الأفظع اني رضخت للواقع و كأن الطبيعي هو إنهياري الدراسي، و اخذت اعدو وراء الفكرة كالمجذوب نعم المجاذيب هل تعرفهم أولئك الذين افقدتهم فكرة عقولهم فشعث شعرهم و بليت ملابسهم و اخذوا يصيحون بهذه الفكرة في هذيان، هذا كان حالي بالضبط لفترة طويلة و أنا راضي، كنت اصير نفسي بأني لو وجدت هذا الحب سأستقر و لكن هيهات أيها الأحمق فلو لم تكن كما تريد وحيداً فلن تكونه و معك أحد.
كانت كلما ذهبت الفكرة و استطعت ان اقهرها تعود و بقوة لم استطع ان انظر لها من جانب أنها قد تتسبب في إنهياري لكن كنت كلما أنظفأت نارها اعود لأسعلها من جديد كمن يستمتع باشعال النار في نفسه و التلذذ بها و هي تحترق و هو راضي و سعيد، حتي اصدقائي لم يستطيعوا ان يكتشفوا هذا في لسبب بسيط فأنا نفسي لم اعرفه فكيف يعرفونه هم ولا حتي اقرب اصدقائي الي اعتقد انه كان يظنني استمتع بالبحث عن الحب و لكنه لم يعلم و لم اعلم ما سيذهب اليه حالي.
لم اتوقف لحظه بعد اول سقوط و لم احاول ان اكتشف اسبابه و ظللت اعدوا و راء الفكرة كالمجنون نعم لازلت و هذا ما انتهي بي إلي حصاد الهشيم .
لقد خسرت الكثير في هذه الفترة و كسبت الكثير لكن في بعض الأحيان اشعر كما أنا الأن بأن الحسارة أفدح بكثير ليس لهذا علاقة بالرضي أو عدمه فأنا مؤمن بالله و أن قضاءه هو الخير لكني تعو دت دائماً ان اكون مقاتلاً شرساً مع الدنيا لا مستكينا بلا حول ولا قوة ، لقد جردت نفسي من قوتها بهذه الفكرة الهوجاء التي لم اجني منها حتي الأن أي شئ و لكني خسرت بسببها الكثير ، لا ألوم أحد علي ما وصلت اليه ولكني الوم نفسي وبشده فقد جمحت بي إلي هاوية اليأس في كثير من الأحيان.
الحب في حد ذته شئ رائع لكن نصيحتي إذا كنت ممن يشتاقون إليه بشده من من ظمأوا الحب و تموا ولو قطرة منه فعليك ان تحذر ان تندفع نحوه بشده فتقتلك محاولة ارتوائك منه و اندفاعك نحوه هذا ما كان يجب ان افعله، وإما ان تبقي ظمأن إلي أن يئون أوانه.
كان نتاج كل هذا الإنهيار هو رصيد لا بأس به من عدم الثقة بالنفس، عدم الرغبة في تحمل مسؤلية علي المدي البعيد، يأس في بعض الأحيان و ووو ....
لهذ اخترت هذا العنوان باحساسي بان كثيراً مما جنيت قضت عليه نفسي بغبائها و لازالت تقضي عليه تحولت بعض احلامي هشيماً فما تعتقد من حصاده بالطبع لا شئ.
و الأن انا احاول ان اعيد الثقة أن ارفع من شأني ان وان ، لكن اقسم انا هذا لم يكون يوماً من شيمي بل كان الصراع و الثقة والقتال الشديد، انا في محاولاتي الأن بدأت اشعر فيها ان طموحي اكثر بكثير من قدراتي و اني اعول علي غيري في اشياء مثل ان اعمل في فريق مثلاً و لكني سأحاول ان اثبت العكس، انا والأيام في حلبة التحدي و كل منا يمسك بسلاحه و أنا مثخن بالجراح من الأيام و من الأفكار التي سلبتني قوتي، لم اعد املك إلا عزيمتي و إيماني ، لكني اطمع في أن افوز و سأحاول وسأظل احاول فإما النصر أو الشهادة.