في يوليو 1974 قرأ أنور السادات مقالا في زنزانة السجن-نشرته مجلة Reader's Diges – العالمية الشهيرة هذا المقال كان له أعمق الأثر في حياة السادات في مختلف مراحلها و قد وصف الساداتالمقال بأنه كان طريقه إلي اللقاء مع نفسه في صفاء... فعرف أن رضا النفس، هو أثمن ما يمكن أن يصل إليه الإنسان في حياته.
كاتب المقال عالم نفس امريكي إسمه هاري امرسون فوسدك Harry Emerson Fosdick و عنوان المقال هو: كيف تحفظ نفسك بعيداً عن أيدي الأطباء النفسيين.
و خلاصة المقال : أن الإيمان بعقيدة و هدف في الحياة و البعد عن الأنانية و التخلص من الأحقاد، هو العلاج الحاسم لأي إنسان يتعرض لأزمة مع نفسه، ويري ان حياته لا مذاق لها.
و يعتقد الكاتب أن العقيدة الدينية هي واحدة من القوي الكامنة التي تحقق الإنسجام و السلامة العقلية و هي أيضاً الروح المطلوبة لتحقيق القوة الصحية لنسبة كبيرة من أمراض الأعصاب.
و يقول الكاتب الأمريكي: ان العقيدة سر يصنع الصفاء الداخلي. ان غالبية الناس هذه الأيام، ليس لهم مكان داخل أنفسهم، يوفر لهم الإستقرار والهدوء في هذا العالم الهائج و المضطرب، إن القضية هي ما يفعله الفرد في وحدته. ان ما يفعله من ليت له عقيدة هو أن يهرب من وحدته و ليس أمامه غير ذلك. و بالنسبة لهؤلاء فإن النشاط المستمر دون جدوي هو حياتهم......... و تتسم هذه الحياة بإضطراب لا يعرف الهدوء.... انها حياة لا تتمتع بحصانة داخلية تتحول إلي شئ مأساوي. و هؤلاء قد يعيشون علي أحقادهم بأن يجعلوا غضبهم الداخلي ينمو، و يصابون بشرور الغير التي تختفي وراء و جوه مبتسمة و ودودة.
و الإنسان السليم هو الممتلئ بالإيمان و الأمل والحب . و أعظمهم هو الحب. و هناك عامل أخر في التمتع بحياة نفسية صحية، و هو احترام النفس. إن النسان العاقل لابد أن ينقد نفسه ولكن إذا تملكت الإنسان حالة إحتقار الذات فإنه يصبح ميؤساً منه. ان العقيده تحطم هذا العائق.
كما أن هناك عامل أخر هام لقيام حياة صحية... و يتمثل في الإخلاص و اللا
أننانية. إن الشخصية الإنسانية لم تخلق لتكون منطوية علي الذات. إن خروج المرء عن ذاته و شعورة بأن يجد شيئأ له قيمة يعيش من أجله...فيضع نفسه في إطار هدف جاد من نوع ما أو أن في حب أخرأو يكتشف مهمه كبيرة لنفسه...أو يدخل في مغامرة مثيرة أو يهب نفسه لقضية تنطوي علي الخير.. كل هذه شروط أساسية لحياة صحية.
إن الناس يعبرون عن أنفسهم فقط عندما يجعلون أنفسهم في خدمة أشخاص و قضايا يؤمنون بها. إن التعبير عن النفس يتطلب القدرة علي نكران الذات و خدمة الأهداف التي لا تخص الذا ت بصفة أساسية.
و يمضي جنباً إلي جنب مع ذلك وجود الثقة في الأهمية الأساسية للحياة، بمعني أن الإيمان بأن هناك قوة موجودة في الحياة أعظم من حياتنا. فلابد ان نتدعم من الداخل و إلا إنهار علينا المعبد .إن نفس الإنسان الواعية ذات حدود مشتركة مع حقيقة روحية أكثر اتساعاً.